الخميس، 21 نوفمبر 2013

بحث عن : الامارات العربية المتحدة

بحث عن الامارات تاريخ الامارات معلومات عن الامارات  

 بحث عن الامارات , بحث عن الامارات العربية المتحدة , بحث عن الامارات بين الماضي والحاضر , بحث عن الامارات قبل الاتحاد , بحث عن الامارات في الماضي والحاضر , بحث عن الامارات قديما , معلومات عن الامارات , معلومات عن الامارات السبع , معلومات عنالامارات قديما , معلومات عن الامارات قديما وحديثا , معلومات عن الامارات في الماضي , معلومات عن الامارات قبل الاتحاد , مقال عن الامارات , تقرير عن الامارات , تقرير عن الامارات قبل الاتحاد , تقرير عن الامارات العربيه المتحده , تقرير عن الامارات في الماضي والحاضر , تقرير عنالامارات بين الماضي والحاضر , تقرير عن الامارات قديما , تقرير عن الامارات قديما وحديثا , تقرير عن الامارات قبل وبعد اكتشاف النفط , تقرير عنالامارات بعد الاتحاد 

نشأ الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في كنف والده صاحب السمو الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم الذي اشتهر بالورع والتقوى وسمو الأخلاق، وترعرع في حضن والدته المرحومة الشيخة حصة بنت المر التي كانت لها مكانة خاصة في نفوس المواطنين لما اتصفت به من قوة في الشخصية والإرادة، وهي صفات ورثها عنها ابنها راشد وتأثر بها.
كانت دبي حينما رأى راشد النور لأول مرة، لا تزال في حالة حداد على المغفور له الشيخ بطي بن سهيل آل مكتوم الذي تولى مقاليد الحكم في الإمارة في الفترة من


عام 1906 إلى 1912 كانت فيها دبي تعتمد بشكل كبير على تجارة اللؤلؤ كمصدر أساسي للدخل. وفي العام الذي ولد فيه راشد تسلم أبوه الشيخ سعيد بن مكتوم زمام الأمور في دبي. وطوال فترة حكمه التي امتدت حتى عام 1958 أدار الشيخ سعيد شؤون الإمارة باعتماده سياسة الدبلوماسية الناعمة بدلاً من أخذ الناس بالشدة والبطش، فقد عرف عن الشيخ سعيد تحليه بالبساطة وأنه كان رجلاً متديناً، الشيء الذي جعله محبوباً لدى الناس، وكان بساطته تتجلى في إيثاره الواضع للأشياء البسيطة شأنه في ذلك شأن البدو من رعيته، وكان عاشقاً لرياضة الصيد في صحراء دبي.
وهكذا وجد الشيخ سعيد نفسه بعد توليه سدة الحكم في الإمارة إزاء تحديات ومسؤوليات جديدة في وقت كانت دبي تنتعش كمركز تجاري، فانكب على تلك المسؤوليات انكباباً. أما الشيخ راشد الصغير فقد كانت أمه الشيخة حصة تهتم بقضاء أطول وقت ممكن معه فكان تأثيرها عليه كبيراً.
كانت علامات الذكاء تشع من عيني الشيخ راشد وهو بعد طفل يافع، وبدا ذلك جلياً من خلال ولعه بطرح الأسئلة على الكبار الذين أحاطوا به وبدت إمارات المسؤولية واضحة على شخصية الشيخ راشد منذ طفولته المبكرة، فهو لم يكن ميالاً للانغماس في اللعب واللهو كغيره من رفاقه الأطفال، ولعل تلك النشأة الجادة هي التي أضفت على شخصيته عندما كبر روح المثابرة والجدية.
وفي عام 1916 أنجبت الشيخة حصة بنت المر طفلاً آخر هو الشيخ خليفة بن سعيد ولم يكن الشيخ راشد حينها قد تجاوز الرابعة من عمره، فكان أن وجد راشد في أخيه الصغير خير رفيق فمنحه كل حبه ورعايته، وترعرعا معاً في كنف والدين أسبغا عليهما كل حنان وعطف، وتكفلاهما بالتربية كأحسن ما تكون التربي



ومن عجب أن الشيخ راشد كان يبدي، رغم صغر سنه شغفاً للإستماع لما يدور من أحاديث في مجلس أبيه الحاكم، وكان مواظباً على الجلوس بجانب أبيه يصغى السمع للحوارات والآراء المختلفة دون ان يبدر منه ما يدل على الملل أو الضجر، فكانت تلك المجالس أشبه بالدورات التدريبية للفتى اليافع إذ تعلم منها الصبر وطول الأناة وبعد النظر وكثيراً من المعرفة.
ولما بلغ الشيخ راشد سن التعليم ألحقه والده بالكتاتيب إذ كانت تلك هي معاهد الدراسة الوحيدة المتوفرة في المنطقة آنذاك في وقت لم يكن فيه وجود لمدارس نموذجية، فتعلم في تلك الكتاتيب ما شاء له ان يتعلم من علوم الفقه واللغة العربية. ثم أرسل الشيخ سعيد ابنه راشد لتلقي التعليم النظامي في مدرسة الأحمدية في ديرة حيث نهل العمل من خيرة المعلمين في ذلك الأوان، فتفقه في العلوم الدينية إلى جانب علوم اللغة العربية والتاريخ والحساب والجغرافيا. وكان الشيخ راشد أصغر تلاميذ هذا المدرسة والتي كانت المدرسة الوحيدة في دبي.
نشأ الشيخ راشد محباً لرياضة الصيد بالصقور والقنص تماماً مثل والده الشيخ سعيد، وقد جعلت هذه الهواية الشيخ راشد يزداد قرباً من والده بقية عمره، وقد تعلم الشيخ راشد من تلك الهواية الإستيقاظ مبكراً، وركوب الصعاب فلم يكن لحياة الدعة والراحة أي أثر عليه، وكان هو وأصدقاؤه يخرجون مبكراً إلى الصحراء بعيداً عن المدينة لتدريب الطيور استعداداً لفصل الشتاء ولرحلات القنص التي أصبحت من الأنشطة السنوية الرئيسية بالنسبة لآل مكتوم.
وتهيأت للشيخ راشد في تلك الرحلات الفرصة لمرافقة والده الحاكم حيث اكتسب منه بعض الصفات التي ساعدته فيما بع في إدارة شؤون الإمارة.
ولم ينقض العالم 1924 إلا وكان الشيخ راشد شخصية دائمة الحضور في مجلس أبيه الذي كان يضم علية القوم وأهل السياسة والإقتصاد. وفي تلك البيئة بدأت شخصية الشيخ راشد الرجل تتشكل حيث ساعده ذكاؤه الوقاد وحرصه الشديد على الإلمام بأمور السياسة ودهاليزها، ونما لديه حس تجاري كبير وعليه لم يكن غريباً ان يعرف الشيخ راشد لدى الناس بـ (الشاب الجاد) لم اتسم به من صراحة وجدية في التعامل مع كثير من القضايا حتى انه كان يتبنى مواقف وصفت حينها بأنها راديكالية.
وقد جعله حسه التجاري الطاغي يبرع في مزاولة التجارة كما سيبرع بعدها في السياسة على نحو ما سنرى لاحقاً. واستطاع الشيخ راشد بحنكته وحسه التجاري ان يصبح ثرياً وهو بعد في منتصف العشرينيات من عمره.
ثم كان ان ضرب المنطقة كساد عظيم أدى إلى انهيار اقتصاد ساحل الإمارات المتصالحة بسبب ما أصاب تجارة اللؤلؤ الطبيعي من بوار إثر ظهور اللؤلؤ الصناعي.
ولما اشتدت الأزمة الإقتصادية واستحكمت حلقاتها على البلاد لم يجد الشيخ سعيد مناصاً من ان يوكل لأبنه راشد مسؤولية التعامل مع الأزمة دون ان يبخل عليه بالنصح والمشورة متى لزم الأمر. وفي حقيقة الأمر فإن تدهور تجارة اللؤلؤ منذ ثلاثينيات القرن الماضي تسببت في مشاكل لا حصر لها لمن يعملون في تلك التجارة وخصوصاً ربابنة السفن والغواصين الذين غرقوا في الديون والمشاكل.
وقد تجلت براعة الشيخ راشد في إدارة الأزمة في موقفه الثابت إزاء الفوضى التي كانت تظهر بين حين وآخر مع انتشار أعمال السلب والنهب في صيف عام 1938. وقد عرفت تلك الفترة من أواخر ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي بسنين القحط فهي الفترة التي شهدت اندلاع الحرب العالمية الثانية.
وبدت قدرات الشيخ راشد في إدارة شؤون الحكم أكثر ما تكون وضوحاً إبان الحصار الإقتصادي الذي فرضه البريطانيون، الذين كانوا جزءاً من دول الحلف، على إيران التي كانت تساند دول المحور في تلك الحرب، ولإحكام الحصار على إيران فرض البريطانيون على دبي حظراً على استيراد وتصدير المواد الغذائية حتى لا تجد طريقها إلى ايران. وما كان أمام الشيخ راشد في مواجهة هذا الموقف إلا ان يسعى لتوفير المواد الغذائية الأساسية لرعاياه وبأسعار تتلاءم مع المستوى الإقتصادي للناس في ذلك الوقت، فكان أن أدخل نظام البطاقات الذي سمح للمواطن بالحصول على حصته الشهرية من المواد الغذائية له ولأفراد أسرته. واستعان الشيخ راشد في ذلك بأصحاب البقالات الذين تولوا مهمة توزيع تلك المواد بموجب الحصص الشهرية المذكورة في البطاقات.
فلا غرو ان يصبح مجلس الشيخ راشد، بعد ما أبداه من حسن تدبير وإدارة للأزمات على درجة من الأهمية لا تقل عن أهمية مجلس أبيه. وفي مجلسه ذاك ظهرت كفاءة الشيخ راشد في اتخاذ القرار الحاسم ومقدرته على الإقناع، الأمر الذي أكسبه شعبية كبيرة خاصة وسط شبان المدينة.
والى جانب هذه المهام، كان الشيخ راشد مؤازراً لأبيه في الشؤون السياسية الرئيسية، وكان مناصراً للسياسة التي جعلت من دبي أكبر الأسواق في المنطقة فقد كان يردد دوماً عبارة (ما هو مفيد للتجار، مفيد لدبي). وبفضل إدراك ووعي الشيخ راشد ومن خلفه والده الذي ظل يؤازره، بقيت أسواق دبي مزدهرة بالرغم من حالة الكساد التي عصفت بالمنطقة آنذاك. وقد بدأ واضحاً في الأربعينيات من القرن الماضي ان الشيخ راشد، بالرغم من أنه لم يتول مسؤوليات الحكم رسمياً إلا بعد عقدين من تلك الفترة، فقد كان يشارك بفاعلية في صنع القرار. ولم تمض سوى سنوات قليلة حتى كان الشيخ راشد يحظى باعتراف من داخل البلاد وخارجها بحسبانه الدعامة الأساسية للحكم في دبي.
كان التاسع والعشرون من مارس عام 1939 تاريخاً مشهوداً في حياة الشيخ راشد، يوماً سعيداً لدبي وأهلها إذ فيه احتفلت الإمارة كلها بزفاف ابنها الشيخ راشد إلى الشيخة لطيفة بنت حمدان آل نهيان.
وقد حضر الإحتفالات التي أقيمت بهذه المناسبة شخصيات كبيرة وفدت من الدول المجاورة وجموع غفيرة من المواطنين جاءوا ليعبروا عن فرحتهم وتهنئتهم للشيخ سعيد والشيخ راشد.
وما لبث ان بدأت مظاهر الإنتعاش تظهر على دبي حيث وصفها الرحالة البريطاني الشهير (ويلفريد تسيجر) أثناء رحلته الأولى لها عام 1949 بأنها مدينة مزدهرة.
ولأنه كان يؤمن بالحكمة القائلة بأن البركة في البكور، كان يوم الشيخ راشد يبدأ باكراً حيث دأب على الإستيقاظ في الخامسة صباحاً. وبعد ان يؤدي فريضة الفجر يمتطي صهوة جواده أو ناقته ليتابع بنفسه سير العمل في المشاريع المختلفة، وذلك دون رفقة حرسه أو أتباعه. وواظب على هذه العادة حتى بعد ان امتلك السيارة. وبعد جولته هذه يعود إلى منزله لتناول وجبة إفطار خفيفة ثم يتوجه إلى مركز الجمارك بالمدينة والذي اتخذه الشيخ راشد مكتباً رسمياً لحاكم دبي حيث اعتاد الجلوس على كرسي خشبي، فكان ذلك المظهر المتواضع وهو جالس على ذلك الكرسي أمام ضيوفه أول ما يلفت انتباه أي زائر لمجلس الشيخ. وبعد نهار حافل بالعمل والإنصات إلى مظالم الناس ومطالبهم يعود الشيخ راشد عند الواحدة بعد الظهر إلى منزله لتناول طعام الغداء، قبل ان يخلد إلى قيلولة قصيرة، ثم يستأنف نشاطه عند الرابعة بتفقد المشاريع والأعمال الجارية في المدينة. وفي المساء حين يعود إلى منزله ثانية يتهيأ الشيخ لاستقبال المواطنين للوقوف على شكواهم في صبر وأناة. هكذا كان يقضي الشيخ راشد يومه وهو يوم كما يتضح زاخر بالعمل الدؤوب والنشاط الفياض.
وقد عرف عن الشيخ راشد ولعه بركوب الخيل وخاصة في فترة ما بعد الظهيرة. وعن هذه الهواية للشيخ يقول الصحفي البريطاني (جريم ويلسن) في كتابه (راشد بن سعيد آل مكتوم الوالد والباني) إنه كان لآل مكتوم آنذاك اصطبل به عشرون حصاناً بالقرب من حصن الفهيدي في دبي. وكان علاقة الشيخ راشد الحميمة بحصانه (الصقلاوي) حديث المدينة، وكانت أول سيارة يقتنيها الشيخ راشد في عام 1932.


ولعل أكثر ما كان يميز الشيخ راشد في مجلسه اليومي أنه كان يحرص على الإستماع بانتباه للمتحدثين الذين كانوا يدلون بآرائهم بحرية تامة ودون ان يقاطعهم الشيخ راشد. ولم يكن الشيخ راشد يحب ان يحاط بمن كانوا يوافقونه الرأي طوال الوقت، واتسمت المداولات والحوارات في ذلك المجلس بالجدية ومعالجة كل الأمور التي تهم المواطنين وقضايا التنمية والعمران.
ووصف جريم ويلسن مجلس دبي بأنه كان تقدمياً ولعب دوراً هاماً في تعزيز التنمية في دبي. ولم يكن الشيخ راشد ليتهاون مع المتقاعس ويجزل العطاء لكل من يثق به. ولا يظن امرؤ ان مجلسه كان قاصراً على الخاصة من المقربين بل كان بابه مفتوحاً لعامة الناس، فقد كانت عادة الشيخ راشد خلال شهر رمضان المبارك ان يقضي الليل كله في مجلسه لإستقبال المواطنين حتى صلاة الفجر.
ومن مجلسه هذا كان الشيخ راشد يستقر على خطط تعمير دبي، وكان يأنس بآراء أهل الخبرة ولا يعتد برأيه إذا رأى ان ثمة وجهة نظر أخرى هي الصحيحة فيأخذها بعين الاعتبار.
ويتضح من ذلك ان الشيخ راشد لم يكن أبداً ديكتاتوراً يفرض على الآخرين آراءه بل ديمقراطياً يستنير برأي الخبراء وأهل النصح ويعمل بمشورتهم إذا رأى أنها الأكثر عملية والأجدى عند التنفيذ. ولعل من أهم أسباب نجاح ذلك المجلس هو ان الشيخ راشد أحاط نفسه بكوكبة من الأصدقاء المخلصين والمقربين الثقاة فكانت قراراته تخرج مدروسة بعناية، وكان مجلسه مزيجاً من مختلف الجنسيات العربية والأوروبية والهندية، الأمر الذي أضفى على القرارات فعالية كبيرة.
وينسب جريم ويلسن في كتابه لكمال حمزة، أول مدير لبلدية دبي والتي أنشئت عام 1957، قوله ان الشيخ راشد اعتاد ان يرسم المشروع على الرمال بعصاه، ثم يطلب من المهندسين ان يعدوا التصميم الهندسي بناءاً على الخطوط التي يحددها على الرمال، وكان يشير إلى المكان الذي يريد تشييد طريق ان بناية فيه، وكان المصممون يتتبعون الخطوط التي رسمها.
وبدأت مشاريع التنمية ترى النور في إمارة دبي، وبدأ الناس يجنون ثمار التخطيط المدروس بفضل النظرة الثاقبة للشيخ راشد الذي ما ن ينتهي من تخطيط وتنفيذ مشروع حتى يبدأ بالعمل في مشروع جديد. وتوالت الإنجازات والتي سنتحدث عنها بشيء من التفصيل في الأبواب التالية من هذا الكتاب.
وفي صبيحة العاشر من سبتمبر عام 1958 أسلم الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم حاكم دبي الروح إلى بارئها بعد تدهور حالته الصحية. وما ان ذاع الخبر حتى خيم الحزن على المدينة، وكان حزن الشيخ راشد على رحيل والده شديداً.
وبعد مراسم تشييع الراحل الشيخ سعيد رحمه الله تولى الشيخ راشد حكم إمارة دبي رسمياً بعد ان كان طوال العقدين اللذين سبقا ذلك الساعد الأيمن لأبيه في إدارة شؤون الحكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق